إنتهازية الساسة وغباء قطعان الاحزاب اليمنية
يمنات
مصطفى المغربي
إنتهازية الساسة وغباء قطعان الاحزاب اليمنية التي للأسف تجهل ماهية الفدرالية التي تفرض كحل لايقاف تهديد وحدة الدولة من خطر أقتتال وإحتراب بين أقاليمها المختلفة التي قد تفضي الى تشضيها وانقسامها الى دويلات صغيرة وليس لخلق مشكلة بسببها وصولآ اليها ..!!!
السؤوال البديهي الذي يحاول ساسة اليمن تجنبه وعدم اثارته وهو : لماذا تلجأ أي دولة الى نظام الدولة الاتحادية الفدرالية بنظام الاقاليم والولايات ..؟
من المؤكد لايتم اللجوء الي النظام الاتحادي إلا بعد إنعدام كافة الحلول كحل آخير لإشكالات مستعصية نتاج صراع داخلي دامي بين مختلف مناطق الدولة ، وخير مثال على ذلك الولايات المتحدة التي خاضت ولاياتها حروبآ وصراعآ مع بعضها وكان الجوء الى النظام الفدرالي كحل لوقف الإحتراب والاقتتال الذي هدد كيانها كدولة وكاد أن يصل بها الى التشضي الى دويلات مستقلة مختلفة ، وكذلك هو الحال في أسباب تكوين إتحاد للإمارات الإماراتية بعد أن خاضت صراع وانقلابات عديدة كادت أن تودي وتذهب بها دون عودة خلال قرن من الزمان الى دويلات صغيرة لولا حكمة الشيخ زائد الذي لجأ الى توحيدها تحت نظام إماراتي فدرالي ،
بينما ما حدث ويحدث في اليمن العكس تمامآ ، فهذا المشروع أي نظام الفدرالية ظهر على السطح وتبناه “هادي” في ظل رأسته لليمن وحينها كان بلدآ موحدآ ولايوجد فيه أي إقتتال بين مختلف مناطقه وأقاليمه الجغرافية بل ما كان مجرد خلاف سياسي أفضى بسبب تبني هذا المشروع إلى صراع سياسي مسلح على السلطة وتقاسم حقائبها ، لذلك وحتى يتم تقسيم اليمن بعد أن رفض اليمنيون هذا المشروع عمد الامريكان والبريطانين بأدواتهم الخليجية للتدخل في اليمن بهذه الحرب الدامية بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني عبر خلق صراع مناطيقي ومذهبي لكي يتم إقناع جميع اليمنين بمشروع الفدرالية ونظام الأقاليم والولايات المتعددة بالقوة وكما سبق أن تم إعداده سلفآ تحت مسميات تاريخية ومناطيقية “أزال وسبأ والجند وتهامة وعدن وحضرموت ..” فقط كي نستحضر في عقولنا الباطنة كيمنين من خلال هذه المسميات صراع الماضي وليتم بعث فينا من خلالها الروح المناطيقية المقيتة..!!
من المؤسف حقآ ما يحدث من عبث في اليمن على أيدي ساستها الانتهازيون وغباء أفراد مكوناتهم وإنعدام الثقافة لدى قواعد المكونات السياسية التي أضحت مجرد قطعان تنساق خلف الشعارات والمشاريع التمزيقية التي يتم التسويق لها دون علم أو دراية أو خلفية تذكر عنها ، فنظام الفدرالية الأتحادية بحد ذاته حل بهدف إيقاف صراع قائم وليس مشكلة بحد ذاتها حتى يتم الصراع والاقتتال والاحتراب بسببه ولأجله بغية الوصول اليه أو عدمه ..!!